يتطلب التعقيد الناجم عن عمليات العولمة التي تشمل الاتحاد الأوروبي ودول من خارج الاتحاد الأوروبي بناء إطار عالمي للتفكير. وهذا بدوره يتطلب وضع استراتيجيات تربوية محددة التي تهدف
إلى تعزيز الحوار بين الثقافات وبناء الهويات الجديدة التي تنشأ من الاحتمالات التي تقدمها لنا مشاركتنا مع الآخر. توفر الاستراتيجيات التعليمية الأدوات المعرفية والاجتماعية المؤثرة التي يمكن من خلالها معالجة الأفكار المسبقة والصور النمطية، والتي تُعِد الطلاب للمواطنة الفعالة في مجتمع متنوع ومركب.
وهو توجه تعليمي فعال لتطوير مشاركة عالمية من خلال تعزيز التفكير المركب، وبالتالي تمكين الأطفال من استخدام إطارات الفهم والتحليل الضرورية والخلاقة والمُتفهمة [Lipman, 2003]. من خلال الاستفادة من منهجية الفلسفة للأطفال المصدقة (P4C)، التي يتم عن طريقها تطوير التفكير المركب من خلال بناء مجموعات التفكير الفلسفي، يسعى هذا المشروع إلى خلق بيئة عالمية التي ينفتح فيها الأطفال من مختلف الثقافات على بعضهم البعض خلال عملية بناءهم لهويتهم الشخصية، ويحققون إدراك متبادل لقدرتهم على بناء مجتمع عادل. من خلال المشاركة في مثل هذه المجموعات التي تقوم بالاستفسار يمكن للأطفال المعرضين لخطر التهميش أو الإقصاء (الثقافي أو الاجتماعي أو الاقتصادي)، والأطفال الذين ينتقلون بشكل مريح في ثقافة الأغلبية، التواصل مع بعضهم البعض بشكل متساوي خلال سعيهم لبناء معنى وتطوير نظرة عالمية، ويمكنهم بالتالي السعي وراء اجابتهم الخاصة لهذا السؤال: “كيف ينبغي لنا العيش؟”
إن مشروع سلام يركز على تصميم واختبار وتصديق منهاج P4C جديد يركز على التشابك والحوار بين الأمم. سيؤثر سلام على الممارسات التربوية من خلال منح المربين تطور مهني تخصصي وأساليب تدريس جديدة ومواد تدريسية جديدة، وكذلك من خلال تنمية مهارات الأطفال الاستدلالية والعلائقية. ومن خلال صياغة الأساليب التربوية الجديدة والمنهاج والموارد التعليمية المتاحة لسياقات أخرى وبلدان أخرى، فسوف تتسع دائرة سلام وينمو الوعي الأممي. إن الهدف الأبعد لمشروع سلام هو أن تنتشر الفكرة لتعم أكبر قطاع ممكن من المجتمعK ومفادها أن هناك إمكانية للمساهمة في تنمية التوجه الأممي والتشابك بين الأمم في أوساط مواطني المستقبل من خلال أدوات وممارسات تعليمية وتربوية.